قطيع الشباب والمستشار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحكامة المحلية في السياسات العامة للشباب

اذهب الى الأسفل

الحكامة المحلية في السياسات العامة للشباب  Empty الحكامة المحلية في السياسات العامة للشباب

مُساهمة من طرف Admin السبت أغسطس 29, 2020 6:53 pm

من خلال الوقوف على مضمون السياسات العامة politique publique سواء من حيث الإحاطة بمفهوم السياسة العامة أو من حيث التعرض لخصائصها وأنواعها وكذا ومستوياتها،
• السياسة العامة من منظور ممارسة القوة:"Power"
إن السياسة في نظر هذا الاتجاه تعني القوة التي يحظى بها شخص ما للتأثير على الأفراد والجماعات والقرارات بشكل تميزه عن غيره، نتيجة امتلاكه لواحد أو أكثر من مصادر القوة المعروفة مثل الإكراه، المال، المنصب، الخبرة، الشخصية.
وحاول فريق من علماء السياسة توضيح معنى القوة من خلال التحكم والاحتكار لوسائلها، فعرفها "أوستن ريني "بأنها »علاقة التبعية والطاعة من جانب والسلطة والسيطرة من جانب آخر« أما "ماكس فيبر" M.Weeber""»فعرفها من زاوية التأثير على الآخرين بأنها "احتمال قيام شخص ما في علاقة اجتماعية بتنفيذ رغباته رغم مقاومة الآخرين بغض النظر عن الأساس الذي يقوم عليه هذا الاحتمال.
كما عرفها كل من مارك ليند نبيرك M. Lindenberg و بنيامين كروسبي B.crosby من منطق براغماتي –عملي يخضع لعمليات الأخذ والجذب والمساومات من أنها عملية نظامية تحظى بميزات ديناميكية متحركة، للمبادلة والمساومة وللتعبير عمن يحوز على ماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ كما تعبر عن ماذا أريد؟ ومن يملكه؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟"
يعكس هذا المنظور إمكانية الصفوة )النخبة (Elite في إمكانية حصولها على القيم (valeurs) الهامة عبر التأثير(Influence) على قوة الآخرين في المجتمع.
ولذا، فالسياسة العامة يمكن أن تكون انعكاسا لأصحاب القوة والنفوذ، الذين يسيطرون على النظام السياسي ومختلف مؤسساته.
لكن رغم هذه التعاريف إلا أنه لم يسلم من الانتقادات من قبل العلماء الذين لا يؤمنون بأن القوة وحدها قادرة على تفسير كل العلاقات ومختلف النشاطات التي تتضمنها السياسة العامة، إضافة إلى تداخل كل المضامين السياسية وغير السياسية للقوة دون التمييز بينها في مجال السياسة العامة.
الفقرة الثانية : السياسة العامة من منظور الحكومة "Gouvernement"
تقوم الحكومة برسم السياسات العامة واتخاذ القرارات وتنفيذها، وتم وضع العديد من التعاريف للسياسة العامة ضمن هذا المنظور، فعرفها "توماس داي "Thomas Dye هي: " تقدير أو اختيار حكومي للفعل أو عدم الفعل، إذ هي: توضيح لماهية أفكار الحكومة، وعملية لضبط الصراع بين المجتمع وأعضاء التنظيم، وهي عملية تضبط السلوك وبيروقراطيات التنظيم و توزيع المنافع وتحصيل الضرائب وغير ذلك "
ويرى "كارل فردريك "G.Friedrick أن السياسة العامة : » هي برنامج عمل مقترح لشخص أو جماعة أو حكومة في نطاق بيئة محددة لتوضيح الفرص المستهدفة والمحددات المراد تجاوزها سعيا للوصول إلى هدف أو لتحقيق غرض مقصود يعني هذا أن السياسات العامة ليست تلقائية بل عملية هادفة ومقصودة.، أما "جيمس أندرسون :"J.Anderson » فيعرفها بأنها "برنامج عمل هادف يعقبه أداء فردي أو جماعي في التصدي لمشكلة أو لمواجهة قضية أو موضوع أي أنها تطور من طرف الأجهزة الحكومية من خلال مسؤولياتها علما أن بعض القوى غير الرسمية تؤثر في رسم وتطور بعض السياسات.
أما "خيري عبد القوي يعرفها "بأنها: »تلك العمليات والإجراءات السياسية وغير السياسية التي تتخذها الحكومة بقصد الوصول إلى اتفاق على تعريف المشكلة، والتعرف على بدائل حلها وأسس المفاضلة بينها، تمهيدا لاختيار البديل الذي يقترح إقراراه في شكل سياسة عامة ملزمة تنطوي على حل مرضي للمشكلة ويعرفها "أحمد سعيفان "بأنها : " تعبير عن الرغبة الحكومية بالعمل، أو الامتناع عن العمل، وهي مجموعة مبنية ومتماسكة من القرارات والإنجازات يمكن غزوها لسلطة عامة محلية، وطنية أو فوق وطنية، فتضم بذلك أربع عناصر: الهدف، اختيار الأفعال التي تحققه، إعلان الفاعلين لهذه السياسة، تنفيذ هذه السياسة .
وإذا كانت السياسة العامة تمثل العملية الحيوية التي من خلالها تقوم الحكومة باتخاذ المهمة، فإذا بذلك تترجم لما تقوله الحكومة وما تفعله إزاء المشاكل الحساسة لذا فتعريف السياسة العامة من المنظور الحكومي، يمثل منطلقا علميا من خلال دراسة جوانب السياسة وممارساتها المؤثرة في صنع السياسة العامة، ويعكس لنا هذا المنظور واقعنا الحالي، وذلك بفعل التغييرات الدولية والإقليمية التي تشهدها الحياة الاجتماعية والسياسية لدول العالم خاصة البلدان العربية، فالسياسة تبرز وتوضح حقيقة اختيارات الحكومة وأهدافها، مما يتيح للدارسين سبيلا في المعرفة والتحليل لأداء المؤسسات السياسية والإدارية التي تضطلع بمهام صنع السياسة العامة وتنفيذها.
من خلال ما تم عرضه من تعاريف السياسة العامة، التي احتوت عليها المنظورين السابقين، ولأجل تجاوز النقص في التصور حيث يصبح المنظور الواحد مكملا للآخر ومتجاوزا لهفواته وسلبياته. نورد تعريف "فهمي خليفة الفهذاوي" عن السياسة العامة بقـوله» : هي تلك المنظومة الفاعل (المستقلة والمتغيرة والمتكيفة والتابعة) التي تتفاعل مع محيطها والمتغيرات ذات العلاقة من خلال استجابتها الحيوية(فكرا وفعلا (بالشكل الذي يعبر عن نشاط مؤسسات الحكومة الرسمية وسلطاتها المنعكسة في البيئة الاجتماعية المحيطة بها بمختلف مجالاتها. عبر الأهداف والبرامج والسلوكيات المنتظمة، في حل القضايا ومواجهة المشكلات القائمة المستقبلية، والتحسب لكل ما ينعكس عنها، وتحديد الوسائل والموارد البشرية والفنية والمعنوية اللازمة وتهيئتها، كمنطلقات نظامية هامة لأغراض التنفيذ والممارسة التطبيقية، ومتابعتها ورقابتها وتطوريها وتقويمها، لما يجسم أو يجسد تحقيقا ملموسا للمصلحة العامة المشتركة، المطلوبة في المجتمع .
نظرا لاختلاف الأفكار والاتجاهات التي يقوم عليها كل تعريف فإنه يصعب إعطاء تعريف إجرائي للسياسة العامة، خاصة وأن المفاهيم الحديثة للسياسة العامة ارتبطت بمفهوم أي وجود أكثر من جماعة فاعلة في صنع السياسات العامة والتي تتغير ، "Net Work Policy " بتغير مواضيع السياسات العامة من فترة لأخرى، وتحكمها مبادئ الشفافية والدقة العلمية لتحقيق المصلحة العامة .
ويمكن تعريف السياسة العامة بشكل عام على أنها تمثل برنامج عمل هادف أو سلسلة من القرارات تتخذها الحكومة أو هيئة معينة، تتعلق بمجال معين كالتعليم، الصحة،البيئة الأمن، السكن أو بمقاربة النوع الاجتماعي كماهو الحال بالنسبة للنساء أو بفئة اجتماعية ديمغرافية داخل المجتمع كما هو الشأن بالنسبة للشباب و الطفولة و المسنين ، ذوي الاحتياجات الخاصة... وغيرها تهدف إلى معالجة القضايا والمشاكل المجتمعية الآنية والمستقبلية.
الـمطلب الثاني: خصـائص السياسات العامة وأنواعها
بعد تطرقنا لمختلف مفاهيم السياسة العامة سنعمد إلى توضيح بداية عناصرها الأساسية من اجل تحديد خصائصها و أنواعها وكذا مستوياتها للإحاطة أكثر بجوانبها عند تحليلنا لموضوعنا الشباب في ارتباط بالسياسات العامة .
- عناصر السياسة العامة:
تتمثل في خمسة عناصر اتفق عليها معظم الباحثين وهي:


:"Political Demands" أ- المطالب السياسة
تمثل المطالب السياسية حاجات الأفراد والمجتمع وتفضيلاتهم المتنوعة، حيث تتوجه إلى النظام السياسي في صورة مطالب، تستدعي استجابة السلطات لها بصورة أو بأخرى وتعمل المؤسسات والتنظيمات على تنظيم حجم وتعدد هذه المطالب
ب. القرارات السياسـة: "Policy Dicisions»
وتشمل ما يصدره صانعي القرارات والموظفين العموميين المخولون بإصدار القرارات والمراسيم والأوامر والتوجيهات المحركة للفعل الحكومي، فقرارات السياسة العامة هي غير القرارات الروتينية المعتادة .
ج. التصريحات السياسـة: "Policy contents advertisement"
وهي تعبيرات رسمية أو عبارات موحية بسياسة وتشمل الأوامر الشفهية والتفسيرات القانونية و الضوابط المحددة للسلوك و أراء الحكام و القضاة و حتى خطب المسؤولين و شعاراتهم التي تعبر عن المقاصد العامة و الأغراض المطلوب تحقيقها والأعمال الموجهة نحوها. .
د. مخرجات السياسة "Policy out put"
وهي المؤشرات الملموسة الناجمة عن السياسة العامة في ضوء قرارات السياسة والتصريحات التي يلمسها المواطنون من الأعمال الحكومية، ولا تشمل الوعود والنوايا، وقد تكون المخرجات المتحققة عن السياسة العامة بعيدة أو مختلفة كما يتوقع تحققه أو ما تنص عليه السياسة نفسها .


ر.آثـار السياسـة : "Policy Impact"
وتمثل العوائد والنتائج المتحصل عليها سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة جراء السياسة العامة التي تجسم موقف الحكومة إزاء القضايا أو المشكلات، فلكل سياسة عامة تم تنفيذها آثار معينة، قد تكون إيجابية مصحوبة بمضاعفات وبآثار سلبية تحتاج إلى تبني سياسات عامة جديدة أو ملحقة بسابقاتها
الفقرة الأولى: خصائص السياسة العامة
فيما يخص خصائص السياسة العامة فإنها توضح غموض ونقص تلك التعاريف، مما يساعد على فهم مدلولاتها ومعالمها الأساسية وتتمثل في:
السياسة العامة ذات سلطة شرعية: بمجرد إقرار سياسة عامة معينة من قبل صانعيها، لابد من إصدار قانون بشأنها أو مرسوم.
1. السياسة العامة تشمل البرامج والأفعال التي تقوم بها مؤسسات الحكومة، وتصدر بشأنها قانونا أو قرارا يحدد أهدافها بشأن سياسة ما، وبذلك فهي تعبر عن توجهات الحكومة الأيديولوجية والعلمية.
2. السياسة العامة تشمل على الأعمال الموجهة نحو أهداف مقصودة ولا تشمل التصرفات العشوائية والعفوية التي تصدر عن بعض المسئولين، أو الأشياء التي تحدث آنية .
3. السياسة العامة تحتوي على أسلوب معين من الإجراءات الحكومية التي ينفذها أشخاص رسميون بدلا من قرارات لم تصل إلى مرحلة الانتهاء من تنفيذها. وبالتالي فهي تمثل ما. تقوم الحكومات فعلا بتطبيقه مثل القضاء على مشكلة البطالة.
4. السياسة العامة تمتاز بالشمول وهدف إلى تحقيق المصلحة العامة، وليس المصالح الخاصة أو الشخصية، لأن المصلحة العامة تقتضي استفادة عدد أكبر من الجمهور المقصود من وراء السياسة المطبقة.
5. السياسة العامة هي توازن بين الفئات والجماعات المصلحية لأنها خلاصة التفاعلات المختلفة داخل البيئة من أحزاب وجماعات مصالح ونقابات، مما يجعلها محلا للصراع وللمساومة والتفاوض بغية تحقيق أكبر المكاسب والمنافع لصالح فئة دون أخرى .
6. السياسة العامة تمتاز بالاستمرارية بمعنى أن لا يقوم صانعوا السياسة بإعداد برامج جديدة تماما، وإنما يكتفون بإدخال تعديلات جزئية على ما هو مطبق فعلا من سياسات وبرامج ،.بالإضافة إلى الاستمرارية لابد أن تمتاز السياسة العامة بالتجدد من خلال التكيف مع كل المتغيرات الظرفية التي يمكن أن تحدث مثل الكوارث الطبيعية، والحروب ..والأزمات الاجتماعية و الاقتصادية...الخ.
7. السياسة العامة تعكس ما يسمى بالجدوى السياسية: أي أنه لابد أن تقيم السياسة العامة قبل المباشرة في تنفيذها، حيث تمثل الجدوى مؤشرا هاما من مؤشرات نجاح السياسة العامة، وذلك بطرح تساؤلات حول النتائج والأهداف المرجوة من قبل تلك السياسات . .../... يتبع






Admin
Admin
Admin

المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 18/08/2020

https://massif-med.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى